طبيعة نبوة العهد القديم

أنبياء العهد القديم (يمكننا أيضًا أن ندمج موسى هنا) كانوا غامضين في بعض الأحيان فيما يختص بالأحداث المستقبلية مثل: الملكوت، المسيا. وفي الغالب كانوا غامضين لسببين. دعني أعطي لك في البداية توضيحًا سمعته من أحد أساتذتي. الأمر مثلما تكون داخل طائرة، فعندما تحلق في ارتفاع كبير، عندما تكون عند أعلى ارتفاع لك تعلم أنك لا تقدر أن ترى شيئًا، ولكن كلما هبطت تبدأ في تمييز الأشياء، هذه أرض وهذا ماء. ثم تهبط أكثر فترى هذه مدينة، وهذا مبنى. ثم تستمر في الهبوط فتمييز هذه سيارة، وهذا شخص. ثم تصل في النهاية إلى الأرض لتقدر أن ترى كل التفاصيل. الأجزاء الأولى من العهد القديم تشبه هذا الأمر كثيرًا. فهي ترى الأرض، وترى البحر، وقد ترى مدينة أيضًا. ولكن الأجزاء الأخيرة، حالما تصل إلى سفر دانيال، تبدأ أن ترى السيارات وتبدأ في رؤية الناس. هما لا يتحدثان عن شيئين مختلفين. هو الشيء نفسه الذي يصفانه، ولكنه من نقاط تفضيل مختلفة. الجزء الثاني من السؤال هو: ما مقدار، وهو فعليًا الجزء الأكبر من السؤال، ما مقدار ما عرفه كاتب العهد القديم في ذلك الوقت؟ وما علينا أن نفعله هنا هو النظر إلى نبواتهم في ضوء الكل، أي أنه عليك أن تنظر إلى كل كتابات هذا الكاتب المحدد. فإن كنت تنظر في التثنية، ففي نهاية سفر التثنية يبدأ في الحديث عن الإسخاتولوجي، وعن سبي إسرائيل، والرجوع من السبي. فعلين أن تنظر إلى بعض مظاهر أسفار موسى الخمسة ككل، لترى إنه كان يتحدث عن أمور مشابهة، أو يقول أجزاء أخرى عن اللغز في أماكن أخرى، حتى تقدر أن تدمجها مع هذه النبوات. فقد يكونوا يعرفون أكثر مما يقولونه فعليًا في هذا النص المحدد. وكل هذا لنقول إنه علينا أن ننظر إلى هذه الأحداث من وجهة النظر أن الأمور ستتضح بأكثر تفاصيل مع تكشفها. ولكن، حتى في الأجزاء الأولى من العهد القديم أيضًا علينا أن ننظر إلى المقاطع الكبيرة. لا تقدر أن تنظر إلى إصحاح واحد محدد فقط، أو مقطع واحد محدد فقط. عليك أن تنظر إلى كل كتابات هذا الكاتب. عليك أن تنظر لأسفار موسى الخمسة ككل. أي عليك أن تكتشف ما علاقة تكوين 3: 15 بنهاية التثنية؟ وما إن جمعت هذه الأجزاء معًا، فعندئذ أعتقد أنه ستكون عندك صورة أفضل قليلًا مما ظننت أنه عندك.